في وسط هذا الليل، توصلت إلى شيء...
الشوق إلى غرناطة يشبه وحشاً من قصة خياليّة.
أذكر اللون الجحيمي الذي كانت تتشي به الغيوم ساعة الغروب في السماء فوق محطة الباصات. كنت - و مازلت- أؤمن بأن السماء تنتهي هناك في المساءات و تبدأ من هناك في الصباحات، بغض النظر عن كروية الأرض و كل هذا الهراء.
تلك الغيوم تتحوّل في لحظاتٍ رحمانية أو شيطانيّة إلى مارد هائل، أصله في الأرض و منكباه في السماء،تمتدّ قبضتاه الهائلتان إليّ حيثما كنت و تنتزعانني مما أنا فيه، من نعيم أو جحيم، تنفضان عني عوالق عالمي و ترفعانني على صليب لامرئي من الشوق معلق بين الأرض و السماء.
شوقٌ عظيم عظيم، لا يكنّه أحدٌ لأحد، و لا مواطنٌ لوطن ،و لا سطر لكتاب .. شوق يكاد يكون له جسد.
ثمّ كما ظهر، يختفي ماردي، و يفلتني، فأهوي، لا تأخذني سماء، و لا تتلقفني أرض.. فقط، أجدني، هنا ، وهكذا ، و هي، هناك ، و كما هي ، و بيني و بينها قارتان و بحر و جواز سفر و أختام و موظفون متجهمون.
غرناطة .. هل تسمعينني؟
فجر ٢٩-٧-٢٠١٢
مضت ٥ سنوات على
قصتى الإسبانية
تقوى
No comments:
Post a Comment