Sunday, October 16, 2011

A page from my paper Diary

هنالك شيءٌ في الأبواب الخلفيّة يبعث على الأسى ..

اليوم أدخلتني دانة إلى المستشفى من باب خلفي، أفضى إلى ممرٍّ رماديّ ،بأرضيّة غير مبلّطة، و على طول الممر أسرّة حديديّة قديمة و فرشات مهترئة و مكوّمة بعبثية.

فجاجة المشهد ليست مهمّة حيال أن ''الباب الخلفي '' هو السرّ الذي يكشفه المكان لأولئك الذين يعيشون أنصاف حياتهم فيه.

"الباب الخلفي" الذي يعرفه معه المرء خبايا مكانٍ ما ، حياةٍ ما ..
عمري اثنان و عشرون عاماً ، و ما زلت أجلس على مداخل الأفكار و الأشياء و التجارب ...
ما زلتُ لا أملك علاّقة مفاتيح ،ليس لدي عبورٌ خاص نحو أي شيء ، و لي نصيبٌ من حياةٍ في كل مكان و لكن ليس لي "حياة كاملة" إلا داخل رأسي.

أريد أن أخرج من رأسي لمدّة أسبوع واحدٍ فقط ... أنا بخير ، والله أنا بخير، و لكنني اليوم و أنا أهبط درَجَ السماء (الدرج بين مستشفى الجامعة و كشك القهوة في الأسفل) شعرت بالنهاية تمرمر حلقي.

أفكرّ بسطر كتبته تقى هلال على الفيس بوك ، قالت: ان الواقع هو الشيء الذي يبقى موجوداً عندما تكفُّ عن الإيمان. أكان هذا هو ما قالته بالضبط؟ لعلّه ما أود أن أقول أنا.

مؤسفٌ هذا الصباح...
الصباح الذي أستيقظ فيه و أجد أن تلك النقطة من روحي، التي كانت ترغب بقوة، ترغب بقوة مؤمنةً أنها ستغير سيناريو القدر .. أن أجدَ تلك النقطة ممعنةً في الخدر ..

يا الله ... هذه هي البراءة ، أن أجلس كل ليلة إلى دفتري و أن اكتب عنك ... أنت .. يا أنت .. أكتب عنك و أصلّي بخشوع أيقونة من كنيسة قديمة ، و بصمت راهب بوذي حليق الرأس ، و ببياص لحية شيخ صوفي .. أن أرغب بكل ما أوتيت من يقين ، أن أرغب بك ، و أن أؤمن أن ال cosmo
، أن الكون سيتوقّف لحظة عند صوتي. ..

صوتي الذي يتأرجح بين نحيب لا يأتي و قهقهة لا تكتمل .. صوتي...صوتي له جسد، لا يمكن للكون أن يتعثّر به دون أن يغيّر مساره قليلاً لأجلي ..

والله..
الله .. مالك الملك.. يسمع صوتي ، يراني و أنا متأكدة من أنه يبتسم .. كم أنا ضئيلة أمام علمه الكاشف .. ما أنا إلا نقطة على مخطط الكون الشاسع ، مع ذلك أؤمن أنني إذا رغبت بشيء بشدة فإنني قادرة على جعله يحصل فعلاً..

و لكنني اليوم مهزوزة...
قلبي الواقع بين اصبعين من اصابع الرحمن، هذا القلب ذاته وقف صامتاً أمام دهشة الصباح ...

كم هي مدهشةٌ الصباحات ...
كم هي حبلى بالاحتمالات، مع ذلك لا أحسّ أنّ في هذا البريد الكوني رسالةً لي. إنني أتصفح وجوه كل العابرين، و عندما أدرك أن الوجه الي أبحث عنه بالرغم من قربه بعيد .. أنه بالرغم من وجوده غائب .. و انّ كل شيء ممكن سواه ، أشعر باليتم و بالترمُّل و بالحداد دفعةً واحدةً.

ما أشدّ وطأة كل شيء على كل شيء، و ما أشدّ وطأتك على حكايتي ..ما أشدّ وطأتك "يا أنت" .

صباح الخير
مستشفى الجامعة
١١-١٠-٢٠١١

No comments: