اليوم التقطت صديقتي آلاء هذه الصورة لي في حصة العود. دخلت كالريح ، التقطت الصورة و خرجت. و عندما عدت في المساء و وجدت
الصورة على صفحتي على الفيس بوك شعرت بالنعمة.. قلة هم اولئك الذين يتسنى لهم أن يسجل لهم أحدٌ ما أعلى لحظاتِ حياتهم.
هذه اللحظة كانت لحظة نشوة ...اليوم تعلمنا عن المقامات الموسيقية ، و بعد كل الحصص الماضية التي كانت حافلة بتمارين الأصابع و الاوتار و التي لم ترتقِ إلى ما كنا نتخيله عن ''حصة العود'' جاءت حصة اليوم كالسلوى، لنتكلم فيها عن الفكرة التي تحوك بخاطر الموسيقى عندما تتنقل من مقام إلى آخر.
مرة أخرى خنقني العود ...
مرة أخرى شعرت بأجيال البكاء التاريخي تتدافع داخل رأسي و تبلل تفكيري ، و شعرت بأن العود و بعد مغازلة طويلة صرّح لي بأنه قادمٌ إليّ ليمحو كل ما قبله... قادمٌ ليبكيني و يضحكني و يغرقني بالوجل و الشوق و النشوة و الأسى و الوجد و كل الأشياء الأخرى التي لا أسماء لها.
أنا اليوم أشعر بنوع نادر من راحة البال . باليقين بأن الدهشة التي كانت تغمرني عندما كنت طفلة ما تزال ممكنة ، وبأن شهقة الانبهار بالأشياء ما تزال ممكنة ... اليوم أشعر أنني لم أرَ كل شيء و لم أعتدْ كل شيء و أنني ما أزال صغيرة جداً ، و أن دنيا الربّ ما تزال حافلة بالتفاصيل الصغيرة ، و الأفراح العظيمة ... كفرحتي بالمقامات .. المقامات على سبيل المثال لا الحصر.
No comments:
Post a Comment