
~كان إحساس بالحقد الدفين يسيطر على علاقاتهم الانسانية. و كان ذلك الإحساس قديماً قدم التعب الذي لا شفاء له في عضلاتهم. إنهم يولدون و ذلك المرض الروحي فيهم، يرثونه عن آبائهم، فيرافقهم كشبح مظلم طوال حياتهم حتى القبر، يدفعهم دون انقطاع إلى ارتكاب أفعال تثير وحشيتها العديمة المعنى الاشمئزاز و النقمة معاً.
و كان الفتيان -أيام الأعياد- يؤمون منازلهم في ساعة متأخرة من الليل متمزقة ثيابهم متلطخة بالأقذار و الأوحال. مظلمة عيونهم، دامية أنوفم، و هم يتبجحون أحياناً، و في اعتزاز فارغ، بما كالوا لرفاقهم من لكمات، أو يكشرون عن أنيابهم، في أحيان أخرى، غاضبين أو باكين لما نالوا من إهانات.
كانوا سكارى مساكين يثيرون في النفس الشفقة و النقمة في آن. ~
مكسيم جوركي - الأمّ
No comments:
Post a Comment